القائمة الرئيسية

الصفحات

أهم المناهج والأدوات البحثية في الأنثروبولوجيا

المناهج والأدوات البحثية في الأنثروبولوجيا مهمة جدا في الدراسات الأنثروبولوجية لكي تتم وتكون بصورة علمية دقيقة لابد لها من حقيبة منهجية وأدوات تقوم عليها وهنا سنقوم بعرض أبرزها مع بيان طريقة تطبيقها.

المنهج في الأنثروبولوجيا

مناهج البحث الأنثروبولوجي

أولا: المناهج الأنثروبولوجية:

يستعين الباحث الأنثروبولوجي بعدة مناهج في دراسته الميدانية، والتي تساهم في توجيهه عند جمع البيانات أو تحليلها وتفسيرها، 
ومن أهم هذه المناهج:

1. المنهج الإثنوغرافي:

" يشير البحث الإثنوغرافي عادة إلى دراسة الأفراد والجماعات ميدانيا عن طريق المعايشة المباشرة على مدى 
 فترة زمنية محددة باستخدام الملاحظة التشاركية أو المقابلة الشخصية بقصد التعرف على أنماط السلوك الاجتماعي"1
 كما يعرف بأنه" طريقة ...لفهم أساليب مجتمع أو جماعة ما وطرقها في الحياة اليومية، من خلال معرفة أفكار   
أعضائه ومعتقداتهم وقيمهم وسلوكياتهم، وما يصنعونه من أشياء يتعاملون معها، ويتم ذلك عن طريق الملاحظة 
بالمشاركة في الوضع الطبيعي من جانب الباحث"2
ويتم تطبيق المنهج الإثنوغرافي من خلال عدة نقاط:
_تواجد الباحث بشكل دائم ولمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر داخل المجتمع المبحوث.
_ لابد على الباحث أن يكسب ثقة أهل المجتمع.
_ على الباحث أن يتعلم لغة المجتمع المبحوث ويشاركهم في مهامهم اليومية وسلوكياتهم.
_ على الباحث احترام المجتمع المبحوث بكل ما فيه، حتى وإن كان كل شيء غريب عليه.

2. المنهج الوصفي التحليلي:

" يعتمد المنهج الوصفي التحليلي على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر
  عنها كيفيا أو كميا، فالتعبير الكيفي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطيها وصفا رقميا  
 يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهر الأخرى"3
وتتمثل أهمية المنهج الوصفي التحليلي في أنه يسمح بجمع جملة خصائص الظاهرة أو الموضوع المدروس،  
وتحديد وتحليل ارتباطها مع باقي الظواهر الأخرى.
ويتم تطبيق المنهج الوصفي التحليلي من خلال:
أ. عند جمع المعلومات عن الظاهرة المراد دراستها ومن خلال التحليل يسمح لنا بتحديد خصائصها ومكوناتها 
    وارتباطاتها ودورها.
ب. من خلال ربط ما تم جمعه من الميدان البحثي الانثروبولوجي وبما هو موجود في الدراسات السابقة حول 
   ذات الظاهرة أو ظاهرة مشابهة لها ما يسمح باستخراج ما وراء البيانات المتوفرة لدى الباحث.

مناهج البحث الأنثروبولوجي

المنهج الوصفي في البحث الأنثروبولوجي


3. المنهج المقارن:

 " هو منهج شبه تجريبي يختبر كل من العناصر الثابتة والعناصر المتغيرة لظاهرة ما في أكثر من مجتمع أو أكثر
  من زمان"4
 كما يعرف بأنه" منهج يعتمد على تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين ظاهرتين أو أكثر أو بالنسبة لظاهرة واحدة
ولكن ضمن فترات زمنية مختلفة" 5
  ويتم تطبيق المنهج المقارن من خلال:
_تحديد أوجه التشابه والاختلاف بين ظاهرتين أو أكثر، أو بين ظاهرة واحدة خلال فترات زمنية مختلفة، وهذا
يفيد جدا في التحليل ويجعلنا ندرك ما الذي أدى إلى الفروقات بين الظاهرة ذاتها أو بين الظواهر المتشابهة.

4. المنهج التاريخي: 

يعرف المنهج التاريخي بأنه" الطريق الذي يختاره الباحث في تجميع معلوماته وبياناته العلمية في دراسته
للموضوع، وهذا المنهج يربط بين الحاضر والماضي والمستقبل"6
    ويعرف أيضا بأنه المنهج الذي يقوم:" بدراسة الحوادث والوقائع الماضية وتحليل المشكلات الإنسانية
ومحاولة فهمها لكي نفهم الحاضر على ضوء الماضي"7
    ويتم تطبيق المنهج التاريخي في الدراسات الانثروبولوجية من أجل تحديد التأثيرات التارخية والزمنية
على المجتمع المدروس أو الظاهرة محل الدراسة، ويتم تطبيقه من خلال جمع السجلات والوثائق التاريخية،
وكذا من خلال مقابلة الخبراء وكبار السن في المجتمع، ممن لديهم قوة الذاكرة.

ثانيا: الادوات في البحث الأنثروبولوجي:

لا تكتمل المناهج المذكورة إلا من خلال مجموعة من الأدوات التي تشتغل تزامنا مع متطلبات كل منهج في البحث
الأنثروبولوجي، والتي تميزه في طريقة استعمالها عن باقي الأبحاث والدراسات، ومن أهمها:

1. الملاحظة بالمعايشة والمشاركة:

 "إن الملاحظة هي وسيلة يستخدمها الإنسان العادي في اكتسابه لخبراته ومعلوماته حيث نجمع خبراتنا من خلال
ما نشاهده أو نسمع عنه، ولكن الباحث حيث يلاحظ فإنه يتبع منهجا معينا يجعل من ملاحظاته أساسا لمعرفة
واعية أو فهم دقيق لظاهرة معينة."8
والملاحظة العلمية أنواع عديدة منها الملاحظة بالمعايشة والمشاركة وتعرف على أنها" الملاحظة التي يكون
للباحث دور إيجابي وفعال، بمعنى أنه يقوم بنفس الدور ويشارك أفراد الدراسة في سلوكياتهم وممارساتهم المراد
دراستها، مثال ذلك: أن يعيش الباحث مع السجناء وكأنه سجين منهم دون أن يعرفوا ذلك ، وللملاحظة بالمشاركة
والمعايشة ايجابيات كثيرة ولها سلبيات ومخاطر وبخاصة عندما تعرف عينة الدراسة أن الباحث يجري دراسة
عنها، حيث يتغير سلوكها غالبا" 9
وتطبق الملاحظة بالمعايشة والمشاركة في البحوث الأنثروبولوجية من خلال عيش الباحث مع المجتمع أو الجماعة
التي هو بصدد دراستها ، ومن ثم يشاركهم في نشاطاتهم ولهذا تسمى بالمعايشة لأنه يعيش معهم، والمشاركة لأنه
يشارك في نشاطاتهم.

2. المقابلة: 

تعرف المقابلة بأنها" تفاعل لفظي يتم  بين شخصين في موقف مواجهة حيث يحاول أحدهما وهو القائم بالمقابلة
أن يستثير بعض المعلومات أو التعبيرات لدى المبحوث، والتي تدور حول آرائه ومعتقداته"10
ويتم تطبيق المقابلة إما بطريقة حرة من دون تجهيزها مسبقا، أو من خلال إعداد دليل مقابلة على أن يكون فيه
عدد أسئلة قليل مما يساهم في تقبل المبحوث للإجابة وعدم تذمره لطول المقابلة.

3. تحليل المحتوي:

 يعرف تحليل المحتوي أو المضمون بأنه:" من أدوات جمع المادة العلمية وتحقيق الفروض في البحوث الميدانية"11
كما يعرف بأنه:" يقوم على وصف منظم ودقيق لمحتوى نصوص مكتوبة أو مسموعة من خلال تحديد موضوع
الدراسة وهدفها وتعريف مجتمع الدراسة الذي سيتم اختيار الحالات الخاصة منه لدراسة مضمونها وتحليلها" 12
ويعتبر تحليل المحتوى من الأدوات المهمة في الدراسات الأنثروبولوجية لأنه يساهم في تحليل مواد التراث الشعبي
والمخطوطات والكتابات والمقابلات وهذا ما تعتمده الأنثروبولوجيا بكثرة، فمن خلال تحليل المحتوى نصل إلى
معلومات عميقة موجودة في ما وراء الخطاب أو الكلام أو الكلمة في حد ذاتها.

 الكاتب: د. شابي أمينة
 

قائمة المراجع:

1_أنتوني جيدنز، علم الاجتماع،تر: فايز الصباغ، مركز دراسات الوحدة العربية، المنظمة العربية للترجمة، بيروت،
 2005،ص681
2_فهد بن سلطان السلطان، المنهج الإثنوغرافي: رؤية بحثية تجديدية لتطوير واقع العمل التربوي، كلية التربية،
جامعة الملك سعود،2005، ص11
3_حمد بن سلمان المشوخي، تقنيات ومناهج البحث العلمي، دار الفكر العربي، القاهرة، 2002، ص12.
4_جميل صليبيا، أساليب البحث العلمي، منشورات عويدات، بيروت، لبنان،1897، ص497.
5_محمد صفوح الأخرس، المنهجية وطرق البحث في علم الاجتماع، المطبعة الجديدة، دمشق، 1984، ص117.
6_مروان عبد المجيد إبراهيم، أسس البحث العلمي لإعداد الرسائل الجامعية، مؤسسة الوراق، عمان، 2000،
 ص146.
7_المرجع نفسه،ص146
8_ذوقان عبيدات، عبد الرحمان عدس، كايد عبد الحق، البحث العلمي: مفهومه وأدواته وأساليبه، مديرية المكتباj
والوثائق الوطنية، دار الفكر، 1984، ص143.
9_مصطفى ربحي عليان، البحث العلمي: أسسه، مناهجه وأساليبه وإجراءاته، بيت الأفكار الدولية، عمان، دت،
ص117.
10_فوزي غرايبية وأخرون، أساليب البحث العلمي في العلوم الإجتماعية والإنسانية، كلية الاقتصاد والتجارة،
الجامعة الأردنية، 1977، ص48
11_ شعبان عبد العزيز خليفة، المحاورات في مناهج البحث في علم المكتبات والمعلومات
الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1997، ص136
12_ربحي مصطفى عليان، عثمان محمد غنيم، مناهج وأساليب البحث العلمي: النظرية والتطبيق، دار صفاء للنشر

والتوزيع، عمان، 2000ـ ص46

تعليقات